لا تكف العقول الهندية عن إتحافنا بروائع إبداعها التنموي، ولا تكف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة عن إتاحة الفرصة لمزيد من الإبداع الخلاق في تلبية الاحتياجات وحل المشكلات.
لا تكف العقول الهندية عن إتحافنا بروائع إبداعها التنموي، ولا تكف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة عن إتاحة الفرصة لمزيد من الإبداع الخلاق في تلبية الاحتياجات وحل المشكلات.
"خان أكاديمي" هي مؤسسة تعليمية غير هادفة للربح أسسها الشاب سلمان خان ذي الأصول البنغالية/ الهندية عام 2006 بهدف إتاحة تعليم عالي الجودة لأي أحد في أي مكان كان. بداية معرفة بالتجربة خبر صغير نشرته جريدة الشروق يوم الجمعة 6 مايو 2011 حول سعي الناشط المصري وائل غنيم لترجمة محتوى موقع المؤسسة، وهو ما كان حافزا لي للغوص فيما تتيحه شبكة الإنترنت من معلومات حول التجربة الرائدة في مجال التعليم.
قصة الأكاديمية وآفاقها
http://www.khanacademy.org/
البداية مع "سلمان خان" مؤسس الأكاديمية ذو الأب البنغالي والأم الهندية والمولود في نيو أورليانز بولاية لويزيانا الأمريكية عام 1977 والحاصل على ثلاث شهادات من معهد ماسوشوستس للتكنولوجيا في الرياضيات والهندسة الإلكترونية وعلوم الكمبيوتر إضافة إلى شهادة في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد.
بدأ خان عام 2004 في مساعدة إحدى قريباته لاستذكار مادة الرياضيات باستخدام أحد تقنيات الكمبيوتر، وحينما أعجب أصدقاؤه وأقرباؤه الآخرين بتدريسه قرر أن يبث دروسه على موقع اليوتيوب لتعم الفائدة، وقد لاقت المقاطع التي يحملها على يوتيوب رواجا وحفلت بشهادات مشجعة من الطلاب، وهو ما حفزه على ترك وظيفته في مجال المالية عام 2009 ليتفرغ بشكل كامل للأكاديمية، وقد حظيت مقاطعه التعليمية المبثوثة على يوتيوب على 35 ألف مشاهدة في يوم واحد من شهر ديسمبر 2009، ولا يزيد طول المقطع عن عشر دقائق، يقوم فيها بالرسم باستخدام تقنية Smoothdraw ويتم تحميلها على مقاطع فيديو باستخدام تقنية Camtasia Studio واستبدل خان طريقة التدريس التي تتضمن شخصا يقف إلى جوار لوحة بيضاء بطريقة الشخص الجالس بجوار آخر ليحل معه مسألة على الورق.
يحتوي موقع الأكاديمية الآن على 2310 محاضرة صغيرة في الرياضيات والكيمياء والفيزياء والفلك والتاريخ والمالية والاقتصاد، وقد حملت تلك المحاضرات على شرائط فيديو ليتم توزيعها من خلال جمعيات غير هادفة للربح في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، وبينما تعنى "خان أكاديمي" الآن بالمحتوى التعليمي ما قبل الجامعي، إلا أن الهدف البعيد للمؤسسة كما يقول خان هو أن يبث
الآلاف من مقاطع الفيديو في كل موضوع، وأن تكون مؤسسته المدرسة التخيلية المجانية الأولى في العالم حيث يستطيع أي فرد أن يتعلم منها أي شيء.
يعتمد تمويل المشروع على بعض المعونات: 10 آلاف دولار من أشخاص عديدين، آن وجون دور تبرعا بمائة ألف دولار، ألفي دولار شهريا من الإعلانات على الموقع، وفي سبتمبر 2010 أعلنت شركة جوجل عن دعمها للأكاديمية بمليوني دولار من أجل زيادة الدروس المتاحة وترجمة محتوى الموقع إلى أهم لغات العالم.
خدمات الأكاديمية ورؤيتها المستقبلية
يتيح موقع الأكاديمية على الإنترنت:
- أكثر من 2310 ملف فيديو اجتذبت ما يربو على الـ 52 مليون زيارة.
- تدريبات وأدوات تقييم ذاتي مستمر مؤتمتة.
- إشراف من زميل لزميل على أساس بيانات موضوعية جمعت من قبل النظام.
- محتوى أكاديمية خان من الفيديو الحاصل على ترخيص من مؤسسة كرياتيف كومونز Creative Commons الأمريكية
وقد ساهمت عدة مؤسسات غير هادفة للربح في إتاحة المحتوى خارج موقع يوتيوب، فمركز لويس لأبحاث التعليم التابع لوكالة ناسا
ساعدت في إتاحة المحتوى لجميع المدارس العامة على مستوى أمريكا، بينما أتاحت مؤسسة ورلد بوسيبل World Possible المحتوى على شرائط فيديو لتوزع على المناطق الريفية في دول العالم النامي والتي لا تصل إليها خدمة الإنترنت.
يحلم سلمان خان باليوم الذي يصبح فيه المحتوى الذي تتيحه الأكاديمية كالحمض النووي بالنسبة للمدارس، حيث يقضي الطلاب 20% من أوقاتهم يشاهدون الفيديو المتاح ويقومون بحل التدريبات، بينما يقضون باقي اليوم في بناء الروبوتات أو في تلوين الرسومات أو عزف الموسيقى أو ما يشاءون من أنشطة أخرى.
حصل المشروع على تقدير وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة، كما حصلت الأكاديمية على جائزة مايكروسوفت التقنية لعام 2009، أما بيل جيتس فقد وصف ذلك المورد التعليمي في احتفالية أسبن للأفكار Aspen Ideas Festival بأنه مذهل، وأنه يستخدمه لتعليم أولاده.
طالع موقع أكاديمية خان:
http://www.khanacademy.org/