عندما بدأت مجموعة من الدول العربية وذات المرجعية الدينية من
فترة طويلة جدا بحجب المواقع الإباحية على الإنترنت حفاظا على ثقافة
مجتمعاتها في رفض هذا النوع من المواقع وصفت هذه العملية من قبل بعض
الناشطين على الإنترنت بأنها عملية غير مجدية وأن الحفاظ على هذه الثقافة
يجب أن يكون محل إهتمام المستخدم العربي فقط وتعزيز ثقافته في عدم تصفح مثل
هذه المواقع دون الحاجه إلى حجبها من قبل هيئات حكومية أو شركات الإتصالات
، ورغم الوسائل المختلفة التي يمكن إستخدامها لكسر هذا الحظر إلا أن حجبها
قد قلل من إنتشارها في العالم العربي بالإضافة إلى إتساع عمل الجمعيات
والمبادرات في هذا الصدد ولا ننسى أيضا أن هناك مجموعات كبيرة من
المستخدمين ليست لديهم المعرفة التقنية المطلوبة لإستخدام وسائل كسر الحظر
رغم سهولة إستخدامها وحسب تقديري أن العمل ضد هذه المواقع في العالم العربي
أفضل بكثير من المناطق الأخرى وذلك لأسباب تتعلق بالعادات والثقافة
العربية
إن ما أعلنه رئيس الوزراء البريطاني
ديفيد كاميرون بخصوص إغلاق المواقع الإباحية في بريطانيا وبصورة صارمة يدل
على الإنتشار الكثيف لهذه المواقع في بريطانيا وتأثيرها السيء على بعض
فئات المجتمع البريطاني وتحديدا المراهقين وأنها تمثل تهديدا كبيرا
لمستخدمي الإنترنت مع العلم أن تأثير هذا القرار يختلف في أوروبا وأمريكا
عن العالم العربي حيث تعتبر الإباحية في أوروبا وأمريكا تجارة لها مكاسبها
وإستغلالها السيء خاصة للصغار ومصدر للجريمة لذلك فمن الجيد أن إتخاذ مثل
هذه القرارات سيحد من إنتشار هذه المواقع وستعد تجارة خاسرة على الأقل في
بريطانيا .
إن قرار قوقل
للحد من الصور الإباحية للأطفال على الإنترنت جاء حسب المصدر بضغط من
سياسيين بريطانيين أيضا وهذا يؤكد أن بريطانيا ربما تتجه لطرح هذه الرؤية
على الإتحاد الأوربي من أجل تعميمها ولكن قد يستغرق هذا الأمر فترة من
الزمن و إذا تم تعميم هذه الرؤية سيؤدي ذلك إلى تقليص بعض الوسائل
المستخدمة في كسر الحظر لمشاهدة المحتوى الإباحي وهي عادة ما تستخدم بكثرة
في العالم العربي .. رغم هذه التصريحات البريطانية ما زال بعض النشطاء في
العالم العربي يدافع عن عدم حظر أي موقع على الإنترنت وأن هذه المسألة تقع
تحت دائرة الحرية الشخصية ، لا يعني ذلك أنهم يؤيدون الإباحية لكنهم
بأرائهم تلك يساهمون فعلا في إنتشارها دون وعي منهم لخطورة هذه المسألة .
إن هذه الخطوة التي قامت بها بريطانيا هي خطوة مهمة جدا
لتحديد مصير هذا النوع من المواقع على الإنترنت وبما أن بريطانيا لها وزنها
في الإتحاد الاوربي فأعتقد أن الأمر سينتشر تدريجيا في باقي دول الإتحاد
الأوربي وبالتالي على جميع دول العالم حيث من الممكن أن تتخذ منظمات دولية
قرارات بهذا الشأن تلزم به جميع هيئات تنظيم الإتصالات حول العالم ،
بالنسبة للعالم العربي ورغم أن هذه القرارات جاءت في ظل هيئات لتنظيم
الإتصالات يمكنها أن تقمع الكثير من الأرآء خاصة تلك المتعلقة بالسياسة إلا
أن ما قامت به من حظر لمثل هذه المواقع من فترة زمنية مبكرة كان عملا جيدا
من أجل الحفاظ على المجتمع وثقافته عند إستخدامه للإنترنت .
عالم التقنية..