حكايتى مع أدسنس .. تجربة قد تفيدك
أواخر 2008
حضر المهندس المختص من قبل الشركة و قام بالتوصيلات اللازمة , وما هى إلا دقائق حتى وجدت صفحة جوجل تتلألأ على الشاشة للمرة الأولى فى تاريخ جهازى الذى كان يعمل حتى تاريخه بنظام التشغيل Windows Millennium " تصوروا !! .. وكنت برضه لسه عايش :) " , و بدأت أصول و أجول على شتى مواقع الانترنت بنهم شديد ؛ لأشبع رغبتى المعرفية من هذا العالم الجديد.
بدايات 2009
فجأة , و بدون وجود أى خلفية تقنيه أو برمجية قررت أن أنشئ موقعا من قبيل " اشمعنى أنا ؟ " , وخططت أن يكون هذا الموقع موجها للطلاب خريجى قسم الكهرباء بكليات الهندسه ؛ بحكم أنه تخصصى. إلا أننى صدمت حينما علمت أنه يلزم لعمل أى موقع أن أقوم بحجز خطة استضافه (Hosting Plan) , وحجز وشراء نطاق " عنوان " ( Domain ) خاص بالموقع , و أن أقوم بتصميم الموقع بنفسى بكافة تفاصيلة البرمجيه و الفنيه أو أن أطلب ذلك من إحدى شركات تصميم المواقع . الخلاصه أنى " اتعقدت " خاصة أن أخوكم " أبيض ياورد فى المسائل دى " , وقلت فى نفسى " شكلى هاقضيها شات و داونلود و شكرا ". و بالفعل استسلمت قرابة الأسبوع لاحساسى بالعجز الخبراتى و المعرفى إلى أن مر على عنوان " الربح من الانترنت " فى أحد المنتديات .. ضغطت على رابط الموضوع و بدات أقرأ.
البداية
جذبنى كثيرا الكلام الموجود بالموضوع ؛ خاصة أن متطلبات العمل الربحى – حسبما قرأت – لا تحتاج لخبرات برمجية أو تقنية عميقة .. و العديد من طرق الربح من الانترنت البدء و الاستمرار فيها مجانى ولا يحمل الشخص أى أعباء ماليه .. لكنى صدمت للمرة الثانية حينما علمت أنه يجب أن يكون هناك موقعا لتبدأ منه نشاطك الربحى .. هنا عقدت العزم أن أتعلم.. وبدأت البحث.
البحث
فتحت صفحة بحث جوجل الرئيسية و كتبت فى خانة البحث Build free online website أى بناء مواقع مجانيه على الانترنت , وهالنى ما رأيت من نتائج البحث حيث كانت هناك عشرات المواقع الخدمية و المجانية و التى تقدم خدمة بناء مواقع انترنت مجانية دون أية تكاليف .. حينها ندمت على الأشهر التى ضاعت منى دون أن أبحث بجديه عن كيفية انشاء المواقع .. عموما .. زرت تقريبا – دون مبالغة فعلا – جميع تلك المواقع و بدأت فى المقارنه بين الخدمات التى يقدمها كل موقع حتى وقع اختيار على أفضل موقعين – فى وجهة نظرى – وهما Webnode.com و Yola.com حيث أمتعانى بالفعل بخدماتهما الاحترافيه حقا و المجانية طبعا وهى الأهم :) , و بدأت أنشئ المواقع التجريبية من خلالهما حتى احسم اختيارى فى الاختيار بينهما , حتى كان حسم الاختيار لصالح Webnode " وش السعد عليا ! ".
Webnode.com
دون الخوض فى كثير من تفاصيل هذا الموقع الخدمى الرائع .. أحب أن أؤكد أنه من أنسب المواقع و أسهلها فى التعامل , و برغم أنه يقدم خدمته مجانا إلا أنه يمكنك من تصميم مواقع ذات مظهر احترافى باستخدام العديد من الأدوات الغير متاحه فى أى موقع شبيه ( عن تجربه فعلا) .. المهم .. أنشأت موقعى , و بدأت فى الترويج له بالطرق التقليدية كالمنتديات و الرسائل الدعائية و الفيس بوك , و فى أثناء ذلك كنت قد راسلت جوجل من أجل الاشتراك فى خدمتها الاعلانيه الربحيه " جوجل أدسنس " .. و انتظرت ردها شهرا كاملا مر على كالدهر.
جوجل أدسنس .. ولكن أوبس !
جاءنى الرد المفجع من أدسنس بعدم الموافقة على موقعى بحجة " صعوبة التجوال فى الموقع !! " أى و الله هذا هو السبب " هذا على أساس ان موقعى ملئ بالمطبات ولاتوجد به اناره ؛ لذا فالتجوال صعب !" .. اتجهت حينها لمنتدى أدسنس باللغة العربية و وجدت عشرات مثلى يشكون من رفض أدسنس لهم بحجج "غريبة الشكل" , إلا أن الكل أجمع على تحيز " خفى" ضد ناشرى الاعلانات العرب.إذن ما الحل؟ .. موقعى يزداد زواره يوما بعد يوم وحتى الآن لايمكننى وضع الاعلانات .. خطرت ببالى فكرة غريبة .. إلا أنها كانت بالفعل – و الحمد لله – المخرج النهائى و الحاسم من المأزق.
الطعم
أحب دوما أن أسمى ما فعلته بـــ " الطعم" ؛ حيث وجدت بعد البحث فى العديد من المنتديات أن أقصر الطرق كى توافق جوجل أدسنس على اشتراك بها هو أن تقوم بعمل مدونة على بلوجر و باللغة الانجليزية. لم أكذب خبرا , وقمت على الفور بالاشتراك فى خدمة Blogger كى أنشئ المدونة "الطعم" , وقمت بنشر فقرات باللغة الانجليزية من صفحات مشروع التخرج الخاص بى على هيئة تدوينات إلى أن أنهيت 29 تدوينه وطبعا لا مشاكل من ناحية حقوق المؤلف .. حيث أننى المؤلف بالفعل لمشروع التخرج.
وهكذا كنت فى أقل من ساعة قد أنهيت المدونة " الطعم" .. بعدها راسلت أدسنس مرة أخرى , ولكن هذه المره قمت بتغيير بعض أحرف اسمى لتصبح Amir بدلا من Ameer , وهذا لا اشكال فيه ؛ لأنى بذلك أعتبر شخصا آخرا غير الذى تم رفضه بادئ الأمر. قمت لأستريح قليلا فقد جاوزت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .. صباحا .. فتحت الكمبيوتر .. وفتحت المدونة .. وكانت المفاجأه .. تم وضع الاعلانات على المدونة بالفعل .. هل تدرون معنى هذا؟ .. هذا يعنى أنه تمت الموافقة على اشتراكى بأدسنس فى أقل من 6 ساعات .. و السبب .. مدونة بلوجر و باللغة الانجليزية.
جوجل أدسنس .. كى جى وان
على الفور قمت بالدخول إلى لوحة تحكم جوجل أدسنس و أنا أشعر بشئ من الفرحة و الرهبة فى ذات الوقت .. أخاف أن أضغط خطأ على أى خيار قد ينهى حلمى الذى مازال فى مهده , ولكن وفقنى الله وبدأت أعرف كيف أضع وحدات اعلانيه جديده , و مراقبتها عن طريق القنوات Channels , و استعراض التقارير , والعديد من الأساسيات الأخرى. ثم قمت بوضع الاعلانات على موقعى المرفوض سابقا بعد اجراء التعديلات اللازمة عليه , وطبعا لم أصبر حتى يضغط أحد الزوار على الاعلانات , فذهبت لأحد الأصدقاء و ضغطت على احد الاعلانات – وهذا مخالف طبعا – لكنى تلقيت فى حسابى 24 سنتا .. واااااااااو .. لقد بدأت لعبة الأرباح تؤتى ثمارها.
مشكلة Pin Code
مع ازدياد الزوار و ضغطهم على الاعلانات , بدأت عجلة الأرباح تدور و وصلت أرباحى إلى 10 دولارات .. وكان لزاما على الآن أن أنتظر الPin Code الذى سترسله جوجل إلى على عنوانى البريدى المسجل لديها , وهو عباره عن خطاب يحتوى على رقم كودى أقوم بإدخاله فى المكان المخصص له بلوحة تحكم أدسنس ؛ حتى تتأكد أنى شخص حقيقى و أن هذا عنوانى , وبدونه لن أستطيع صرف أرباحى , وانتظرت أن يصل هذا الخطاب .. لم يصل .. انتظرت أكثر .. لم يصل , وبعد فترة ظهر لى بلوحة تحكم أدسنس خيار ارسال Pin Code ثان .. ضغطت عليه و انتظرت أسبوعين آخرين ولم يصل , و تكرر الأمر ثالثا .. و لم يصل .. بدأت أقلق خاصة و أن الأرباح قد وصلت 40 دولارا.
فى هذه الأثناء اتصلت بمصلحة البريد مستفسرا عن خطاب جوجل , وطبعا – وكعادة المصالح الحكوميه – لم أصل لحل , وعلمت بعدها أن الخطاب غالبا لن يصلنى بسبب سوء خدمة البريد عندنا – للأسف – و أن هذا حدث مع عشرات قبلى .. ماذا أفعل إذن؟ .. لم تطل حيرتى كثيرا ؛ فبعد المره الثالثه التى طلبت فيها اعادة ارسال الPin Code أرسلت لى جوجل أدسنس رسالة الكترونيه على بريدى الالكترونى تخبرنى فيه أنه نظرا لعدم ادخالى رقم ال Pin Code , فإنه يمكننى ارفاق صورة بطاقتى الشخصية " الوجه و الخلفية " , وارسالها كرد على رسالتها Reply دون تغيير فى عنوان الرساله وذلك لتفعيل حسابى بدلا من الكود .. وفورا قمت بسحب صورة بطاقتى باستخدام scanner , وقمت بارفاقها كملف مرفق Attach وضغطت على Reply .. يوم واحد فقط وكانت أدسنس قد فعلت حسابى و الحمد لله وانتهت مشكلة البن كود .. وقتها حسابى كان قد وصل ل 60 دولارا.
Box.net
ولأن " الحلو ما بيكملش " , فقد طرأت لى مشكلة جديدة وهى احتياجى لوضع كتب هندسية لزوار موقعى كى تكون متاحة للتحميل .. لكن واجهنى عائق المساحة التخزينية وكذلك سعات التحميل المسموح بها Download bandwidth limit؛ حيث أن موقع Webnode الذى أنشأت موقعى الهندسى من خلال منصته يتيح 100 ميجا كمساحة تخزينية , و سعة تحميل مقدارها 1 جيجا فى الشهر , وهذا مأزق .. فمجموع مساحات الكتب أكبر من 100 ميجا و 1 جيجيا بانويدث غير كافى .. و كالعادة .. هرعت إلى جوجل و بحثت عن Free online storage service أى خدمة مجانية لحفظ البيانات , وطبعا كانت النتيجة عشرات من المواقع التى تتيح ذلك بمواصفات مختلفة.
رأيت مواقعا تتيح لك مساحة تخزينية أكثر من 250جيجا وهو رقم ضخم بالفعل , ولكن بالتجربة وجدت أنها غير ملائمة إما لكونها مليئة بالاعلانات التى تربك الزائر , أو ينقصها بعض الخصائص التى كنت أبحث عنها .. إلى أن وجدت ضالتى أخيرا عند Box.net .. صدقونى سيريحكم كثيرا لاحتوائه على كم هائل من الخصائص ( رغم أن المساحة التخزينية المجانية المتاحه هى 1 جيجا 5 جيجا (بدءاً من 11/2010 ) و سعة التحميل Bandwidth تساوى 10 جيجا تتجدد شهريا أيضا مجانا ) .. قمت برفع الكتب عليه , ثم بدات أنسخ روابط التحميل التى يتيحها الموقع و أضعها على موقعى الهندسى ليقوم الزوار بتحميل الكتب بمجرد الضغط على رابط التحميل .. ولكى لا أطيل عليكم " قال يعنى أنا لسه مطولتش ! " سأذكر لكم بعض خصائصه سريعا , وقد أفرد له تدوينه منفصله قادمه ان شاء الله :
- مساحه تخزينية = 5 جيجا , سعة تحميل = 10 جيجا / شهر و تتجدد أوتوماتيكيا شهريا دون مقابل.
- اتاحة روابط تحميل للملفات المرفوعه عليه أيا كان نوعها.
- امكانية ادراج الملف بحد ذاته على صفحات موقعك أو مدونتك. أى لو كان ملفا صوتيا مثلا .. فيمكنك وضعه لزائريك للاستماع مباشرة دون تحميل , أو لو كان ملف نصى .. وهكذا.
- امكانية تحديد تاريخ محدد يقوم الملف بحذف نفسه تلقائيا.
- امكانية تحديث نسخة الملف الموجود دون تغيير رابط تحميله الموجود مسبقا.
- كل حاجه حلوه هتلاقيها فيه :)
لو أدسنس .. يبقى لكل الناس !
ما إن وصل رصيدى إلى 75 دولارا حتى بدأت عجلة الأرباح تتباطأ جدا جدا لدرجة أن رصيدى فى بعض الأيام لم يزد عن سنت واحد .. احترت .. إلى أن أدركت أن أجازة نهاية العام قد بدأت و بالتالى قل اقبال الطلاب على موقعى ( الزوار الرئيسيون ) , ومن ثم قلت الضغطات على الاعلانات , و بالتبعية قلت الأرباح. مأزق آخر ولكنه علمنى مبدءاً هاماً جداً وهو " لو أدسنس .. يبقى لكل الناس " .. قصدت من ذلك أنه كى تجلب المزيد من الأرباح و تجعلها منتظمة يجب أن تجعل موقعك أو مدونتك لكل الناس و ليس لفئة محدده " راجع كيفية اختيار موضوع مدونتك الربحية " .. تعالى نحسبها سويا بأرقام تقريبية.
عدد طلاب الهندسه العرب " بحكم كون موقعى باللغة العربية " 500,000 طالب على سبيل المثال.
عدد طلاب تخصص هندسة الكهرباء " تخصص موقعى" 100,000 مثلا.
عدد من لديه وصلة انترنت منهم 50,000 طالب.
عدد من يستخدم الانترنت للدراسة ولزيادة الاطلاع 25,000 طالب
عدد الطلاب المحتمل دخولهم على موقعى 10,000
عدد الطلاب المحتمل ضغطهم على الاعلانات 1000
تخيل معى كيف أن أنشئ موقعا أبذل فيه كل الجهد وغرضه الأساسى تحقيق أرباح ولا يحقق سوى 1000 ضغطه؟ ...إذن تخطيطى فاشل و أمنى نفسى بالأحلام. ولكن ماذا لو أنشأت صفحة لتحميل البرامج فى موقعى؟ طبعا كل مستخدمى الانترنت يرغبون بتحميل البرامج خاصة التى تمس احتياجاتهم اليومية من برامج تشغيل الوسائط المتعدده أو برامج تحرير الصور ... إلخ. هذا ما فعلته تماما , وكانت النتائج مذهلة ؛ حيث زاد عدد الزوار بطريقه متسارعه و عادت الأرباح لمعدلاتها السابقه , بل و تفوقت عليها. فلقد أصبح موقعى الآن يجذب فئتين : الأولى التى تبحث عن معلومات هندسيه فى مجال الكهرباء , و الفئة الأخرى وهى الأعم وهى التى تبحث عن البرامج بكافة أنواعها.
المكنة طلعت قماش !
وجاء اليوم الحاسم .. رصيدى الآن فى يوم 30 من شهر نوفمبر 123 دولارا .. ومازلت حتى لحظتها غير معتقد أنى سأحصل على أرباحى خاصة و أن الجو العائلى المحيط بهى يتندر بما " أعيشه من أوهام الربح " و يظن أن " النت لحس دماغى " .. دخلت على القسم الخاص بدفع الأرباح من أدسنس و وجدته قد أرسل لى رقما يسمى MTCN كىأصرف أرباحى من الويستيرن يونيون .. مازلت غير مصدقا .. كتبت الرقم فى ورقة وذهبت إلى فرع الويستيرن يونيون بالزقازيق وقلبى يكاد ينخلع من مكانه غير مصدق أنه يمكننى أن أربح مالا من الانترنت. وبينما أنا غارق فى أفكارى .. نادى الموظف : الأستاذ أمير عادل يتفضل للشباك .. وقفت أمام الموظف .. اعطيته ورقة بها بياناتى و سألنى " مين اللى باعتلك الفلوس ؟ " قلت " جوجل " قال " تمام كده " و أخرج 123 دولارا ووضعها أمامى ....
مش ممكن .. مستحيل .. "لأ .. قول كلام غير ده" .. اصحى يا أمير أكيد انت نايم .. " حد يفوقنى م اللى أنا فيه "
هكذا هذيت مع نفسى و قلبى يتراقص فرحا وسابقت الريح لأصل لباب المنزل .. فتحت الباب .. الجميع فى انتظارى .. أخرجت الدولارات من جيبى وانطلقت فى قول " المكنه طلعت قمااااااااش" :) :) :)
و بعد...؟؟؟
الحمد لله أصبحت أرباحى منتظمه بعد أول استلام للأرباح وقمت بصرف أرباحى 4 مرات تاليه حتى كتابة هذه التدوينه , ولا أفعل شيئا الآن سوى جذب المزيد من الزوار خاصة من الشبكات الاجتماعيه , و تعلم المزيد عن عالم البلوجر و أدسنس , و شعرت أنه من واجبى نشر ماعرفت عن جوجل أدسنس , فقمت بتأليف كتاب الخطة أدسنس , و أطلقت معه بالتوازى هذه المدونه. وبمرور الوقت تراكمت بعض الخبرات لدى و رأيت أن أفضل طريقه لايصالها للمتلقى هو الدورات التدريبية فقمت بالترتيب لدوره تدريبية بالزقازيق , و قريبا ان شاء الله بميت غمر , و القادم مازال فى علم الغيب .. ياترى .. مالذى يخبأه القدر؟ .. لا أدرى .. ولكن كل ما أعرفه الآن .. أنك شخص صبوووووووووور جدااااا لقراءتك تدوينتى الطويييييييله .. أتمنى ألا تكون ممله .. و أرجو لك كل الخير.