وسط ضغوط الحياة اليومية المتسارعة، وما يرافقها من مشكلات مهنية او حتى عائلية، يبقى التحدي الابرز ليس تحقيق النجاح او تخطي ما يمكن ان يطرأ من حواجز فقط، بل الحفاظ على تلك الروح الايجابية التي تمنح المرء القدرة والقوة على المضيّ قدماً. تلك الطاقة التي تستيقظ معنا في كل صباح، وترافقنا طوال اليوم، كما تنعكس في كل كلمة ننطق بها وفي كل تصرف نقوم به تجاه انفسنا أولاً والآخرين ثانياً.
فالايجابية تعني النظر الى الجزء المملوء من الكوب، الى الوجه المشرق للحياة، بدلاً من تركيز كل انتباهنا على الجانب السيّئ. الايجابية تعني ان نؤمن بوجود الخير في كل شخص، رغم ما قد يبديه من تصرفات سلبية أحياناً. في هذا التقرير، نطلعك على مجموعة من الخطوات ينصح بأخذها في الحسبان، متى وجدت نفسك محاصراً بموجات من السلبية:
- سماع القرآن - الموسيقى: كما يقال إنها دواء الروح. اخترالموسيقى الاحب الى قلبك، تلك التي يمكنها ان تعيد الابتسامة الى وجهك، أو يمكنها ان تحضر ذكريات جميلة الى ذهنك. بمعنى آخر الموسيقى، يمكنها ان تسحب تفكيرك نحو أفق بعيد من المشكلة الطارئة او المزاج المعكّر. إنها نوع من تطبيب للذات.
- الطعام: لقد ثبت ان المرء هو ما يتناوله من اطباق؛ نعم، فالدراسات الحديثة اثبتت ان اتباع نظام غذائي صحّي، يرتكز على تناول ما لا يقل عن 5 حبات من الخضار والفاكهة في اليوم، من شأنه ان ينشّط عمل الخلايا، ويعزز افراز هورمون السيروتونين المسؤول عن المزاج الحسن.
تذكر دوماً المعادلة الآتية: تناول أطباقٍ صحية بانتظام، يعني التحلي بجسم صحي ورشيق، ما ينعكس ايضاً بشكل ايجابي على صورة الذات اولاً، وعلى الصحة الجسدية ثانياً.
- العمل الاجتماعي: اول ما قد يفكر فيه المرء ان لا وقت لديه، وسط جدول اعماله الضيق للقيام بعمل تطوعي او انساني. لكن قبل التسرّع، فكر جيداً انه بالامكان تخصيص ساعة او ساعتين على الاقل، في الاسبوع او في الشهر، من اجل مساعدة الآخرين او المجتمع. يكفي ان تختار المجال الاقرب الى شخصيتك، قد يكون العمل البيئي او مساعدة الايتام او العجزة. فالعطاء يترك في المرء مردوداً ايجابياً. إذا كنت صاحب مؤسّسة او تشغل منصباً مهماً في شركة، يمكنك أن تخصص ساعة في عطلة الاسبوع، من اجل المساعدة، ولم لا تشرك أطفالك في الامر؟ بهذه الطريقة تكون قد أمضيت وقتاً ثميناً برفقتهم وزرعت فيهم عمل الخير. أما في الجانب المهني، يمكنك ان تخصص حصة من ميزايات التسويق والحملات الاعلانية، للقيام بنشاطات تقع ضمن المسؤولية الاجتماعية للشركات.
- محيطك: احرص على احاطة نفسك بأشخاص إيجابيين إن امكن. فهم يمدّونك بشحنات إيجابية من حيث لا تدري. تحلَّ بالشجاعة، لكي تقرر من هم الاشخاص الذين يتمتعون بمساحة في حياتك.
- ليس المطلوب أن تقيم عداوات، بل ان تعيد النظر في الوقت الذي تخصصه للآخرين. تذكر ايضاً ان السلبيين ليس بالضرورة ان يكونوا اشراراً، بل هم مجرد اشخاص يُشعرونك دوماً بأن لا قيمة لك او ان تصرفاتك خاطئة... إلخ. قد يكون الامر نابعاً من عقد نفسية يتمتعون بها ويريدون ان يعكسوها على الآخر. في المقابل، الايجابيون يؤمنون بقدرتك على تنفيذ ما تطمح اليه ولا يزرعون العراقيل في دربك.
- اضحك: اضحك عالياً ومن كل قلبك، تماماً كما كنت تفعل خلال طفولتك. أما إن كنت قد نسيت كيف تضحك، فعليك أن تمرّن نفسك على هذا الامر من جديد. الخطوة الاولى تبدأ بإدراك اهمية هذا الامر، أما الخطوة الثانية، فلا تتردّد في السخرية من نفسك او من امور تراها معقدة في حياتك. خذ مسافة من المصادرالسلبية، اسخر منها، واضحك عالياً. لا تتردد في رسم ابتسامة على وجهك، متى امكن. قل صباح الخير، مبتسماً، عانق اطفالك او شريكة حياتك او والديك بابتسامة. فهذا الامر الذي تراه من المسلّمات، قد لا يتكرر غداً.
- الأفكار السلبية: تلك التي تدور في عقلك، هي المصدر الاول للشحنات السلبية في حياتك. تخلَّ عنها، ابتعد عن النظر الى الامور، مهما كانت طبيعتها، من هذه الزاوية. هذه الافكار قد تطول حياتك او الآخرين الذين قد تظن فيهم سوءاً.
- افصح عمّا في قلبك: أحياناً التحدث عما يقلقنا او يزعجنا يشكل الخطوة الاولى باتجاه الحلّ، إن أردناه طبعاً. لذلك، لا تتردد في البوح عمّا في صدرك من قلق، أخرجه الى العلن بشكل مباشر، بدلاً من ان تخرجه مقنّعاً بموجات من الانتقاد والتذمر الدائمين. هذا الامر ينطبق في الحياة العملية كما العائلية.
- مدّ الآخرين بالإيجابية: الخطوة الاولى تبدأ بتشجيع الآخر على قدرته للقيام بمهمة ما او عمل ما. هذا الآخر قد يكون زميلاً او شريك حياة او ابنة أو صديقاً. ذكّره بمنجزاته، ذكره بكل اللحظات السعيدة التي تركها في حياتك. حدثه عن قيمته في حياتك، وشجعه باستمرار. قد تعجب لكن تشجيع الآخرين يترك فيناً ايضاً شعوراً بالايجابية.