قد يظن البعض منا أن تحقيق النجاح وتتبع الأحلام رهين بسن دون آخر وحكرٌ على فئة معينة فقط، فيخالون بذلك أن الآوان قد فات وأن المسافة نحو تحقيق المراد طويلة صعبة لا يمكن اجتيازها. لكن، وبالنظر إلى مسيرة هذه الشخصيات الخمس عشرة التي سنعرضها في الأنفوجرافيك التالي، يمكن أن نجزم أن الفرصة لازالت سانحة أمامنا لتحقيق أحلامنا وأهدافنا، وأن التعليم والتعلم مرافق للانسان طوال حياته. فحتى وإن كانت البدايات متأخرة قليلاً لكن طعم نجاحها أفضل بكثير من طعم الفشل والهزيمة التي كدنا نتذوقه جراء عدم المحاولة.
قراءة سريعة في الإنفوجرافيك وتعريف بالشخصيات
إن تعلم اللغات الأجنبية ليست بالأمر الصعب، فالكاتب جوزيف كونراد لم يكن يعرف حرفاً من اللغة الانجليزية قبل العشرين، لكنه أتقنها بعد ذلك، بل لم تكن كتاباته إلا بها. أيضاً بالنسبة للكاتبة ج. ك. رولينج، فقد انشغلت بدراستها وحياتها التي ابعدتها عن الكتابة وإن كانت تحب روي الحكايات منذ صغرها، لكنها لم تتخذ أي خطوة في مجال الأدب والروايات إلا بعد الثالثة والعشرين.
بالنسبة للرسم والفن التشكيلي، فقد بدأ الرسام بول سيزان مسيرته الفنية بعد العشرين أيضاً، فلم يمسك ريشة أو علبة ألوان من قبل هذا العمر، لكنه سرعان ما عانق النجاح بعد أربع سنوات. عكس الفنان فينسنت فان غوخ والذي بدأ دراسة الفن التشكيلي واحتراف المجال بعد السابعة والعشرين، لكنه لم يحضَ بأي نجاح إلا بعد مرور ستين سنة على وفاته. ماري روبرتسون موسى، الملقبة بجدة موسى، لم ترسم إلا بعد الثامنة والسبعين، لتثبت بذلك أن تذوق الفن واكتساب المهارة غير رهين بالسن.
في دائرة الفنون، وبالنسبة لامتهان التمثيل، لم تبدأ المسيرة الحقيقية للمميز سيلفيستر ستالون إلا بعد الرابعة والعشرين، تماماً كالممثل ألان ريكمان الذي أخذه المسرح حتى سن الثامنة والعشرين والذي لم يكن يملك قبله أي فيلم.
في مجال الأعمال، نجد كلاً من ريد هوفمان الذي بدأ مسيرته العملية بعد سن الثلاثين وديف ماكلور الذي بدأ استثماراته في الشركات الناشئة بعد الأربعين. كلا الاسمين وضعا لنفسهما بصمة في مجال الريادة والأعمال.
بالنسبة لبقية الشخصيات المذكورة في الإنفوجرافيك؛ روكي مارسيانو الذي لم يهزم أبداً في حياته، فيرا وانغالتي وجدت لنفسها مكاناً في تصميم فساتين الزفاف بعد أن كان تستهويها الكتابة عن عالم الموضة ومارثا ستيوارت سيدة الأعمال التي انتقلت بين عدة مجالات وميادين لتبدأ نشاطها الأول في تصميم الديكور المنزلي. كلا السيدتين بدأ نجاحهما بعد سن الواحد والأربعين.
“الشيف” جوليا تشايلد لم تكن تعرف شيئاً عن المطبخ الفرنسي وأكلاته قبل سن الثلاثين لكنها سرعان ما أتقنته وتربعت على عرش طباخيه. لتفوز بذلك بلقب ” الطاهي ” الفرنسية. ليس ببعيد عن الأذواق والأكلات، صنع موموفوكو أندو المعكرونة سريعة التحضير في سن الثامنة والأربعين، لتلقي إقبالاً رهيباً خصوصاً في الدول الأسيوية وتمحو بذلك أيام معاناته في بيع الملح ودخول السجن.
أخيراً، يجب أن نقف احتراماً للعداء فوغا سينغ، والذي أثبت أن العزيمة والإرادة والنجاح والإنتصار ليس أبداً حكراً على فئة أو سن معين وأن كلمات المستحيل وفات الأوان ما هي إلا عذر نتخذه لنغطي به فشلنا وضعفنا.
لهذا، وبعد كل ما قيل، ندعوك أيها القارئ لتتعلم، أي كان ما قد تتعلمه؛ لغة، مجال، فن، هواية… مهما اختلفت المسميات، يبقى التعلم سلاحك الذي يمكنك أن تستخدمه في كل سن وكل وقت. فماذا تنتظر إذاً؟!
المصدر: اراجيك